" المقدمة "
السلامـ عليكمـ ورحمة الله وبركاته
كيف أحوالكم ؟
اليوم رح اقدملكم قصة بسيطة
أتمنى إنها تنال إعجابكم
" القصة "
" في لندن إفترقنا "
لقد فقدت كل شيئ حقاً .. كل شيئ أردت الإحتفاظ به
وها أنا اجلس قرب قبرها لعلي أجد روحها عندما أموت ..
3 أيام قبل الحريق ..
كنا في ذلك المطعم لقد كان جونسون يقدم كعادته
مأكولات طيبة تليق بسمعته ، لكن المشكلة لم تكن
في الطعام فهي لا تأكل .. أعلم بأنها لم تدعوني إلى
هنا لأتناول الطعام أو للتحديق فيها كما أفعل دائماً
أعلم أنها تريد أن تتحدث عن ذلك الأمر الذي حدث مؤخراً
لكن نحن باقون في لندن لـ أسبوع فحسب لهذا فأنا أحاول
أن أخفف الضغط قليلا لربما تنسى .. ولكنها تريد أن تتحدث
فيه قبل عودتنا ولا يمكنني أن اوخر الأمر أكثر من ذلك ..
بدأت إيلينا تتحدث وهي لا تنظر إلي مطلقاً ..
إيلينا : إلى متى سوف نظل حبيبن ، لا أظنك تنوي الإرتباط
بي إن لم تكن تريد فعليك أن تكون صريحاً فحسب .. نحن
في لندن لن نجد مكاناً افضل لإنهاء الأمر ..
فرانشيسكو : أخبرتك من قبل نحن سوف نتحدث عن الأمر
عندما نعود إلى ايطاليا .
إيلينا : ولكنني لا أنوي الإرتباط بك بعد عودتنا إن لم تعطني رداً هنا
ثم تركتني ورحلت ..حاولت إيقافها ولكنها أبعدت يدي وغادرت
منذ فترة لقد كانت دائماً عصبية بشأن ارتباطنا رسمياً منذ أن
رأتني أخرج من تلك الحانة مع بعض الأصدقاء ..
لم أبقى جالساً بعد ان رحلت طلبت الحساب وغادرت ..
لا اريد أن اخسرها أو لست مستعداً لهذا ، لم أكن أعرف نفسي حينها
فتحركت بطبيعية إلى الفندق لأحدثها قليلاً .. وعندما وصلت وجدتها في غرفتها
وكنت اسمع بكاءها قبل أن أطرق الباب .. لم أرد مقاطعتها ولكن أيضا
لم أرد أن أتركها وأذهب .. وقفت مكاني أسمع صوت بكاءها ولا أعرف
ما يجب علي فعله .. بقيت 5 دقائق واقفاً لم أحرك عضلة وكان بكاءها
يزداد شيئاً فشيئاً إلى أن تعبت كطفلة صغيرة .. انتظرت بضع ثوانٍ ثم
طرقت الباب وعندما قامت بسؤال من على الباب .. لم أدري ماذا أقول
بقيت صامتاً قم رحلت ..
يومان قبل الحريق ..
إيلينا : مرحباً هل يمكنني معرفة ميعاد عودتنا ؟
روبرت " المسئول عن الرحلة " : يقى 5 ايام على العودة
ايلينا : ألا يمكنني العودة بمفردي لقد انتهيت ، ويمكنك العودة بعدي
روبرت : أعتذر منكِ إيلينا لا يمكنك ذلك في الوقت الحالي
ولكنني سأحدث الرئيس بشأن عودتك ولكنها لن تكون قبل يومان
ايلينا : شكرا لك .. انا موافقة في حال سأل الرئيس
أغلقت الخط .. فرانشيسكو : إذن ستعودين ؟
إيلينا : لم يعد لدي شيئ هنا لقد انتهيت من عملي
فرانشيسكو : ومتى تنوين المغادرة ؟
ايلينا : بعد يومان على ما اظن
فرانشيسكو : وهل يمكن أن تذهبي معي لنجلس ونتحدث
في مكان اخر
ايلينا : وما خطب الفندق ..؟
فرانشيسكو : لا شيئ هل تريدين الذهاب ام لا ؟
ايلينا : انا متعبة اليوم ، ربما غداً
فرانشيسكو : لدي عمل بالغد مع الفريق
ايلينا : إذن بعد غد قبل أن اغادر سأتصل بك
يوم قبل الحريق
فرانشيسكو : لا يمكنني متابعة العمل يجب أن أمنعها من السفر
يجب أن اؤجل الأمر بأية طريقة كانت ....
تباً كم هي عنيدة ، لم تكن كذلك فيما مضى ..
***
أتذكرين عندما أتينا إلى باريس بحجة العمل وظللنا نمرح في أرجاءها
يومها كنت أجهل أنكِ تحلمين دائما بحب يجمعك مع باريس
أتذكرين ذلك اليوم عندما طُلب منك العودة إلى المقر فطلبتِ
أيام إجازة لقضاء بقية الوقت هنا معي .. لم أجد وقتاً للعمل أيامها
كنتِ دائماً تطلبين مني أن اتي لأصطحبكِ إلى مكان لم نزره بعد
وفي ليلة يوم رحيلنا .. كان يفصلنا الليل فقط عن انتهاء عطلتك وعملي
والعودة إلى الوطن .. قمتِ ليلتها بالإتصال بي
إيلينا "بصوت عالي " : فرانشيسكوووو
فرانشيسكو : ماذا ؟؟ ماذا هنالك ؟
إيلينا : أتحبني ..؟
كانت الساعة الواحدة بعد منتصف الليل كنت نائما وفاجئني اتصالك .
فرانشيسكو : كم أنتي مجنونة يا ايلي .. بالطبع أحبكِ .
إيلينا : هل تريد أن نخرج الآن لنودع باريس ؟
فرانشيسكو : لقد تعبت اليوم وأرغب بالنوم ..
إيلينا : ف ر ا ن ش ي س ك و .. أرجوك أريد أن أخرج
فرانشيسكو : أريد النوم حقاً يا ايلي
ايلينا : إذن سأخرج وحدي لربما اضل طريقي ولا استطيع العودة
فرانشيسكو : أوه حقا .. إذن أراك عندما تضلين
ايلينا : أريد أن اخرج معك لأودعها لآ أريد الذهاب وحدي .
كان النوم قد طار من عيني فلم أجد شيئاً افضل من الذهاب معها
فرانشيسكو : لأنك قطتي الصغيرة المدللة سأحضر إليكِ خلال 10 دقائق
ايلينا : عندما تكون بالاسفل اتصل بي
يومها ذهبنا لنودع باريس كما قلتِ لكنك نمت على أحد المقاعد
ورأسكِ على كتفي ولم أرغب بإيقاظك لذلك حملتك للسيارة
وعدنا إلى منزل صديقتك ولكنني لم أوقظك ونمت في السيارة إلى جوارك
لأستيقظ على صوتك ..
إيلينا : حبيبي لقد فوتنا الطائرة ..
فرانشيسكو : ماذا .!!!!!
ايلينا " تضحك " : أمزح معك .. أرءيت أعلم كيفية ايقاظك بكلمة واحدة .
فرانشيسكو : أيتها المجنونة ..
***
يوم الحريق ..
فرانشيسكو : موعد طائرتك اليوم لكنني أريد أن نتحدث قليلاً ..
ايلينا : لا بأس
فرانشيسكو : سأراكِ بعد ساعة
ايلينا : سأنتظرك
ذهبنا إلى مطعم جونسون مرة اخرى كنت أخطط لأريها خاتم زواجنا لكن ..
ايلينا : ها قد أتينا .. ما الذي تريد الحديث بشأنه ..؟
فرانشيسكو : انه ...
لقد رن هاتفي فجأة وقد كان روبرت المتصل .. كان هنالك امور
متعلقة بالعمل عرفت ذلك وقت اتصاله ، أخبرتها أنني سأذهب لأرى
ما يريده روبرت وسأعود على الفور .. خرجت لأحدثه فأخبرني
أن أخبر ايلينا أنه لا يمكنها العودة اليوم ثم أخبرته أنني سأبلغها بذلك ..
وقد قال ان هنالك امر اخر وقال ابق معي للحظة اثناء تلك المكالمة التي
كانت اقل من 5 دقائق اشتعل مطعم جونسون وكأنه كان ينتظر
خروجي ليشتعل كانت النار محيطة به ولم استطع الدخول ولم يستطع
احد الخروج لكنني لم أجد ببالي سوى الدخول ك المجنون
متجاهلا النار التي لم تترك جزءاً سليماً في جسدي
كنت قد هرعت لأرى ما حل بكِ أنتِ ايضاً ..
وعندما وجدتك كان هنالك شيئ كبير لم اميزه قد سقط فوقك
ولم تكوني قادرة على تحريكه لقد رأيتكِ فذهبت نحوك
وكان رفعه أمر صعباً لكنني رفعته بما يكفي لأسحبك من تحته
وانت تكادين تفقدين انفاسكِ ... أخبرتك أن كل شيئ سيكون بخير وأيضا ..
... ايلينا لا تموتي هنا ، انظري انه خاتم زواجنا لن تذهبي لأي مكان سوى معي .
نطقتِ وانتِ تتألمين : حبيبي لقد كنت اعرف ، لقد اخبرني ادوارد انك اشتريت
خاتم زواجنا ، لقد كنت اتظاهر بينما كنت محلقة في السماء من فرحتي
يا إلهي ما الذي فعل بجسدك هذا .. قدرنا أن نفترق هنا ، أنا دائما وأبداً
سأبقى إلى جوارك .. إن أكثر ما انا نادمة لأجله الأن أنني شككت بك.
تابعت ايلينا حديثها إلي حتى بعد ان اغمضت عيونها مستعدةً للموت
وقد ظلت اخر كلماتها محفورةً بقلبي إلى الآن ..
بقي القليل فقط على موت عجوز مثلي ، مصاب بالمرض وفي السبعين
من العمر ، أرى أن قضاء اخر أوقاتي بجانبكِ أحكي لكِ حكايتنا التي تعرفينها
سيكون أفضل من البقاء في المشفى ، لقد عشت يا ايلي ...
عشت وحيداً بدون إمرأة لأنني لم أرد خيانتكِ ، وأنا على وعد
اعترافنا بالحب لآول مرة باقٍ أتذكره كل يوم ولا انساه مطلقاً ..
انظري إلي يا ايلي لم أعد أتمتع بالوسامة أو القوة ، أنني عجوز ضعيف
الأن هل ستقبلين بي ..؟
لا زلت أحتفظ بخاتمكِ ...
" مقتبسة من .. "
قصتي مقتبسة من حدث تاريخي
وهو حريق لندن الكبير عام 1666
كان حريقاً كبيراً اجتاح المناطق الرئيسية
في المدينة ، واستمر من الأحد إلى الأربعاء
هدمت النيران مدينة لندن القديمة التي بُنيت
في القرون الوسطى ..
اندلع الحريق من مخبز توماس فارينور ثم اتجه غرباً
وأيضا كانت إجراءات مكافحة الحرائق معطلة والتي تمثلت
وقتها في إقامة الحواجز النارية عن طريق التفجيرات، إلى أن
تردد السير توماس بلودورث، عمدة مدينة لندن حينها، في اتخاذ
قرار مناسب للموقف. وما إن صدرت أخيرًا أوامر بإجراء تفجيرات واسعة
النطاق مساء الأحد، حتى كانت الرياح قد قامت بالفعل بتعزيز النيران
وتحويلها إلى عاصفة نارية كانت كفيلة بأن تقهر الحواجز
إذ اندفعت النيران يوم الاثنين إلى قلب المدينة. فضلاً عن ذلك، شاعت في هذا
الوقت الاضطرابات في المدينة؛ حيث انتشرت شائعات تقول بأن مجموعة من الأجانب
المشتبه في أمرهم تقوم بإضرام الحرائق، واشتبه الفقراء وسكان الشوارع
أكثر ما اشتبهوا في الفرنسيين والهولنديين، أعداء إنجلترا إبان الحرب الإنجليزية
الهولندية الثانية التي كانت رحاها لا تزال دائرة آنذاك، ما نتج عنه تعرض
مجموعات كبيرة من المهاجرين للعنف، ومنهم من تم إعدامه دون محاكمة.
وبحلول يوم الثلاثاء، كانت النيران قد انتشرت في أغلب أجزاء المدينة،
وحطمت في طريقها كاتدرائية القديس بولس، وتخطت نهر فليت لتهدد
بلاط الملك تشارلز الثاني في وايت هول، في الوقت ذاته الذي تظافرت
فيه جهود مكافحة الحرائق. ويُعزى نجاح عمليات إخماد الحريق
إلى عاملين رئيسين هما: الانخفاض الشديد في حدة الرياح الشرقية،
وكذلك استخدام حامية برج لندن البارود لتكوين حواجز نارية فعالة من شأنها
أن تحول دون انتشار النيران بصورة أوسع في اتجاه الشرق.
خلّف الحريق آثارًا اجتماعية واقتصادية بالغة؛ فقد شجع الملك تشارلز الثاني
السكان على النزوح من لندن والإقامة بمناطق أخرى، وذلك نتيجة لخوفه من ثورة
اللاجئين الذين نهبت ممتلكاتهم عليه، وعلى الرغم من هذا الاقتراح
وغيره من الاقتراحات الخطيرة، أعيد بناء مدينة لندن طبقًا لخطة الطرق ذاتها،
والتي كانت قيد الاستخدام قبل اندلاع الحريق
" النهاية "
أرجو أن تكون قصتي قد حازت على إعجابكم
إلى اللقاء في عمل آخر ..
كونوا بخير دائماً .