تأسس آرسنال عام 1886 في مدينة وولويتش جنوب غرب لندن وفي عام 1913 انتقلوا شمالاً إلى ملعب الهايبري. وفي مايو 2006 غادروا الهايبري إلى ملعبهم الجديد استاد الإمارات بالقرب من آشبرتون جروف في هولوواي وهو لا يبعد كثيراً عن الملعب السابق. يُدرب الفريق حالياً المدرب الفرنسي آرسين فينجر والذي يشرف على تدريب الفريق منذُ سبتمبر 1996 وقاده لتحقيق العديد من البطولات والإنجازات حيث أصبح في عام 2006 أول نادي لندني يصل إلى نهائي دوري أبطال أوروبا.
لآرسنال قاعدة جماهيرية كبيرة، تقف معه في سلسلة من العداوات الطويلة الأمد مع عدة أندية أخرى؛ أبرزها مع جارهم نادي توتنهام هوتسبر، الذي تربطهم به عداوة شديدة حيث تجري بينهم مباراة تعبتر الأشهر في ديربيات لندن و يطلق عليها ديربي شمال لندن. آرسنال هو أحد أغنى أندية كرة القدم الإنجليزية (تزيد قيمته عن 600 مليون جنيه استرليني حسب إحصائيات 2007)، وقد برز بانتظام في رسم صورة كرة القدم في الثقافة البريطانية، وفي عام 2010 استحال أغنى أندية كرة القدم على الإطلاق، إذ بلغت قيمته حوالي 1.2 مليار دولار.لدى آرسنال نادي للسيدات يعد أكثر الأندية الإنجليزية نجاحاً في كرة القدم النسائية.
التاريخ
فريق آرسنال الملكي عام 1888.
ولويتش آرسنال (في السترات الداكنة) يواجهون نيوكاسل يونايتد في المبارة نصف النهائية على كأس الاتحاد الإنجليزي، في ملعب أرض فيكتوريا، ستوك.
تأسس النادي في عام 1886 تحت مسمى "Dial Square" من قبل مجموعة من العمال الذين كانوا يعملوا في سكة الحديد المعروفة باسم "تحت الأرض" (بالإنجليزية: Underground) لكنه لم يلبث طويلا حتى تغير بعدها بفترة قصيرة ليصبح "آرسنال الملكي" (بالإنجليزية: Royal Arsenal). وبعد مرور 10 سنوات على تأسيسه انتقل الفريق إلى عالم الاحتراف في عام 1896 وحينها وبأوامر ملكية من حكومة بريطانيا العظمى تغير اسمه ليصبح "ولويتش آرسنال"، (بالإنجليزية: Woolwich Arsenal) لكن أنصار الفريق لم يعجبهم الاسم كثيرا حيث قاموا بحذف المقطع الأول ليصبح أرسنال فقط. والتي تعني الترسانة في اللغة العربية وتم اعتماده رسمياً وهو الاسم المعمول به حالياً. استحال النادي أوّل عضو جنوبي في دوري كرة القدم سنة 1893، وبدأ يلعب مبارياته في دوري الدرجة الثانية قبل أن يتأهل لدوري الدرجة الأولى سنة 1904. تسببت العزلة الجغرافية النسبية للنادي في انخفاض نسبة مشاهدي مبارياته عن نسبة مشاهدي مباريات نواد أخرى، الأمر الذي جعله يغرق بالمشاكل المالية ويعلن افلاسه رسميًا في سنة 1910، أي في ذات السنة التي اشتراه فيها رجلا الأعمال هنري نوريس ووليام هول.عزم نوريس بعد شرائه النادي على نقل موقعه الجغرافي إلى مكان آخر، وفي سنة 1913، بعد أن أُُنزل إلى دوري الدرجة الثانية، انتقل آرسنال إلى ملعب جديد في هايبري، شمال لندن؛ حيث تخلوا عن اسم "ولويتش" في السنة التالية. حلّ آرسنال خامسًا بين الفرق الإنجليزية في سنة 1919، لكن على الرغم من ذلك أعيد إدراجه في دوري الدرجة الأولى على حساب منافسه اللدود توتنهام هوتسبر، وقد أشيع أن ذلك تم بأساليب مريبة.
عيّن النادي هيربرت تشابمان مدربًا للفريق في سنة 1925. وكان تشابمان قد فاز ببطولة الدوري مرتين مع نادي هدرسفيلد تاون خلال موسميّ 1923–24 و 1924–25، فنهض بآرسنال نهضة جبّارة تعتبر اليوم مرحلة النجاحات الكبرى الأولى في تاريخ النادي. فقد أدّى تضافر تدريب تشابمان وتكتيكاته الثورية مع بروز لاعبين موهوبين مثل ألكس جايمس وكلف باستين، إلى إرساء قواعد هيمنة النادي على كرة القدم الإنجليزية خلال عقد الثلاثينيات من القرن العشرين.
فترة البطولات
فترة الازدهار الحقيقية للآرسنال كانت في الثلاثينات من القرن العشرين حيث فاز آرسنال في هذه الفترة بخمس بطولات للدوري الإنجليزي وبطولتين للكأس في مدة تسع سنوات فقط تحت قيادة رئيس النادي هيربرت تشابمان. فاز النادي بأولى ألقابه في نهائي بطولة كأس الاتحاد الإنجليزي لعام 1930، وتبعها بفوزه بلقب الدوري مرتين في موسميّ 1930–31 و 1932–33. بالإضافة إلى ذلك، سعى تشابمان حتى تمكن من تغيير اسم المحطة المحلية لمترو أنفاق لندن من "درب غيليسبي" (بالإنجليزية: Gillespie Road) إلى "آرسنال"، الأمر الذي جعلها محطة قطار الأنفاق الوحيدة المسماة على اسم نادي كرة قدم. توفي تشابمان بذات الرئة في بداية عام 1934، فخلفه جوي شو وجورج أليسون، وتحت رعايتهما فاز النادي بثلاثة ألقاب جديدة، في مواسم 1933–34، 1934–35 و 1937–38 على التوالي، وبكأس الاتحاد الإنجليزي لسنة 1936. أخذ نجم آرسنال بالأفول شيءًا فشيئًا مع نهاية عقد الثلاثينيات، أي خلال الفترة التي تقاعد فيها عدد من اللاعبين الأساسيين، ومن ثم اندلعت الحرب العالمية الثانية، فعُلّقت جميع مباريات كرة القدم في البلاد، وتوقف نشاط كل الأندية الرياضية.[11][12][13]صام الفريق عن البطولات حتى آواخر الأربعينيات وبداية الخمسينيات حيث فاز الفريق ببطولتين للدوري وبطولة للكأس الإنجليزي. ففي فترة ما بعد الحرب، خلف طوم وايتكير جورج أليسون في تدريب الفريق، ففاز في بطولة الدوري في موسميّ 1947–48 و 1952–53، وبكأس الاتحاد الإنجليزي عام 1950. لكن حظوظ النادي تضاءلت بعد ذلك، فلم يستطع اجتذاب لاعبين من نفس عيار لاعبي عقد الثلاثينيات، فأمضى معظم العقدين اللاحقين دون أن يحقق أي لقب، ولم يستطع قائد فريق إنجلترا السابق، بيلي رايت، عندما تولى إدارة النادي، أن يحقق معه أي نجاح يُذكر، فاستمر ركوده من سنة 1962 حتى سنة 1966.
فترة السبعينات والثمانينات
كان عام 1970 عام مميز لآرسنال حيث تمكن بعد تغلبه بنتيجة 4-3 على نادي آندرلخت من الفوز بأول بطولة أوروبية غير رسمية في تاريخه وهي بطولة كأس المعارض (بالإنجليزية: Inter-Cities Fairs Cup) والتي دمجت مع كأس الاتحاد الأوروبي فيما بعد.وقد تبع هذا الفوز فوز كبير آخر، هو الفوز بكأس بطولتيّ الدوري والاتحاد في ذات الوقت، في موسم 1970–71. لازم الحظ السيئ أرسنال في الأعوام 1978، 1979 و1980 حيث أنه تأهل لنهائي الكأس الإنجليزي ثلاث مرات على التوالي لكنه خسرها كلها. حقق الفريق نجاحًا وحيدًا فقط خلال هذه الفترة، كان فوزه في الدقيقة الأخيرة على نادي مانشستر يونايتد بنتيجة 3–2، في نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي لعام 1979، بمباراة كثيرًا ما يعدّها المعجبون مباراة كلاسيكية.عاد لاعب الفريق الأسبق جورج غراهام إلى النادي عام 1986، بصفته مدربًا هذه المرة، ففتحت بمجيئه فترة ازدهار ثالثة في تاريخ آرسنال، ففاز بكأس رابطة الأندية الإنجليزية في موسم 1986–87، وهو موسم غراهام الأول، وأتبع هذا الفوز بلقب آخر من الرابطة في موسم 1988–89. كان عام 1989 عامًا لم ينساه عشاق الدوري الإنجليزي بصفة عامة وعشاق آرسنال وليفربول بصفة خاصة والسبب في ذلك أن ليفربول كان متقدمًا حتى آخر مباراة في الدوري بثلاث نقاط عن آرسنال وبفارق ثلاثة أهداف أيضا وكانت المباراة الأخيرة في الدوري تجمع بينهما في ملعب الأنفيلد رود معقل ليفربول ويتوجب على آرسنال الفوز بفارق هدفين إن أراد الفوز باللقب الإنجليزي أما ليفربول فيكفيه التعادل وحتى الهزيمة بهدف للفوز باللقب لكن الآرسنال تمكن من الفوز بهدفين مقابل لا شيء في معقل ليفربول وأمام جماهيره ليخطفوا لقب الدوري بفارق هدف واحد وبطريقه دراماتيكية لم تشهد الملاعب الإنجليزية لها مثيلاً، ومازاد من الإثارة أن هدف الآرسنال الثاني جاء في الوقت الضائع من الشوط الثاني وفي الدقيقة 94 عن طريق اللاعب مايكل توماس الذي أصبح فيما بعد أحد لاعبي ليفربول