استعرض الموضوع التالياذهب الى الأسفلاستعرض الموضوع السابق

لا حسد إلاّ في اثنين -  Empty لا حسد إلاّ في اثنين -

golden.eagle
golden.eagle

الّجِنْسّ : ذكر
الَدٌوّلةَ : السودان
مشـاآركـاآتي : 34
نقـاآطي : 20627
تم ارسال المشاركة 27/9/2013, 7:42 pm
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: "لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله مالاً، فسلطه على هلكته في الحق. ورجل آتاه الله الحكمة، فهو يقضي بها، ويعلّمها" متفق عليه1.
الحسد نوعان: نوع محرم مذموم على كل حال، وهو أن يتمنى زوال نعمة الله عن العبد -دينية أو دنيوية- وسواء أحب ذلك محبة استقرت في قلبه، ولم يجاهد نفسه عنها، أو سعى مع ذلك في إزالتها وإخفائها: وهذا أقبح؛ فإنه ظلم متكرر.
وهذا النوع هو الذي يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب.
والنوع الثاني: أن لا يتمنى زوال نعمة الله عن الغير، ولكن يتمنى حصول مثلها له، أو فوقها أو دونها.
وهذا نوعان: محمود وغير محمود.
فالمحمود من ذلك: أن يرى نعمة الله الدينية على عبده، فيتمنى أن يكون له مثلها. فهذا من باب تمني الخير. فإن قارن ذلك سعى وعمل لتحصيل ذلك، فهو نور على نور.
وأعظم من يغبط: من كان عنده مال قد حصل له من حِلَّه، ثم سُلّط ووفق على إنفاقه في الحق، في الحقوق الواجبة والمستحبة؛ فإن هذا من أعظم البرهان على الإيمان، ومن أعظم أنواع الإحسان.
ومن كان عنده علم وحكمة علمه الله إياها، فوفق لبذلها في التعليم والحكم بين الناس. فهذان النوعان من الإحسان لا يعادلهما شيء.
الأول: ينفع الخلق بماله، ويدفع حاجاتهم، وينفق في المشاريع الخيرية، فتقوم ويتسلسل نفعها، ويعظم وقعها.
والثاني: ينفع الناس بعلمه، وينشر بينهم الدين والعلم الذي يهتدي به العباد في جميع أمورهم: من عبادات ومعاملات وغيرها.
ثم بعد هذين الاثنين: تكون الغبطة على الخير، بحسب حاله ودرجاته عند الله. ولهذا أمر الله تعالى بالفرح والاستبشار بحصول هذا الخير، وإنه لا يوفق لذلك إلا أهل الحظوظ العظيمة العالية. قال تعالى: {قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ} [يونس:58]. وقال: {وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ} [فصلت:34-35].
وقد يكون من تمنى شيئاً من هذه الخيرات، له مثل أجر الفاعل إذا صدقت نيته، وصمم عن عزيمته أن لو قدر على ذلك العمل، لَعَمِلَ مثله، كما ثبت بذلك الحديث. وخصوصاً إذا شرع وسعى بعض السعي.
وأما الغبطة التي هي غير محمودة، فهي تمني حصول مطالب الدنيا لأجل اللذات، وتناول الشهوات، كما قال الله تعالى حكاية عن قوم قارون: {يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ} [القصص:79]. فإن تمني مثل حالة من يعمل السيئات فهو بنيته، ووزرهما سواء.
فهذا التفصيل يتضح الحسد المذموم في كل حال. والحسد الذي هو الغبطة، الذي يحمد في حال، ويذم في حال. والله أعلم.

بهجة قلوب الأبرار وقرة عيون الأخيار في شرح جوامع الأخبار
للعلامة الشيخ عبدالرحمن السعدي رحمه الله - See more at: http://www.ainfekka.com/forums/showthread.php?tid=21989#sthash.9KWmoKPm.dpuf

لا حسد إلاّ في اثنين -  Empty رد: لا حسد إلاّ في اثنين -

golden.eagle
golden.eagle

الّجِنْسّ : ذكر
الَدٌوّلةَ : السودان
مشـاآركـاآتي : 34
نقـاآطي : 20627
تم ارسال المشاركة 27/9/2013, 7:43 pm
مع تحياتي شكرا

لا حسد إلاّ في اثنين -  Empty رد: لا حسد إلاّ في اثنين -

TeMaRi
TeMaRi

لا حسد إلاّ في اثنين -  Star-310
رقمْ الـ‘ع ـضويـهـ : 818
الّجِنْسّ : انثى
الَدٌوّلةَ : مصر
مشـاآركـاآتي : 411
الأنمي المفضل : NaRUTO
نقـاآطي : 22545
تم ارسال المشاركة 27/9/2013, 7:52 pm
شكرا على هذه المعلومات القيمة :face: 

لا حسد إلاّ في اثنين -  Empty رد: لا حسد إلاّ في اثنين -

golden.eagle
golden.eagle

الّجِنْسّ : ذكر
الَدٌوّلةَ : السودان
مشـاآركـاآتي : 34
نقـاآطي : 20627
تم ارسال المشاركة 27/9/2013, 7:59 pm
شكرا على هذه الردود القيمة
استعرض الموضوع التاليالرجوع الى أعلى الصفحةاستعرض الموضوع السابق
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى