ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻟﻘﺎﺋﺪ ﺟﻴﺸﻪ ﺇﻧﻲ ﺳﻮﻑ ﺃﻏﺎﺩﺭ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻗﺮﻳﺒﺎً ﻭﻟﻲ ﺛﻼﺙ ﺃﻣﻨﻴﺎﺕ ﺃﺭﺟﻮﻙ ﺃﻥ ﺗﺤﻘﻬﺎ ﻟﻲ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺃﻱ ﺗﻘﺼﻴﺮ ؟
ﻭﺻﻴﺘﻲ ﺍﻷﻭﻟﻰ : ﺃﻥ ﻻ ﻳﺤﻤﻞ ﻧﻌﺸﻲ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺪﻓﻦ ﺇﻻ ﺃﻃﺒﺎﺋﻲ ﻭﻻ ﺃﺣﺪ ﻏﻴﺮ ﺃﻃﺒﺎﺋﻲ
ﺍﻟﻮﺻﻴﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ : ﺃﻥ ﻳﻨﺜﺮ ﻋﻠﻰ ﻃﺮﻳﻘﻲ ﻣﻦ ﻣﻜﺎﻥ ﻣﻮﺗﻲ ﺣﺘﻰ ﺍﻟﻤﻘﺒﺮﺓ ﻗﻄﻊ ﺍﻟﺬﻫﺐ ﻭﺍﻟﻔﻀﺔ ﻭﺃﺣﺠﺎﺭﻱ ﺍﻟﻜﺮﻳﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺟﻤﻌﺘﻬﺎ ﻃﻴﻠﺔ ﺣﻴﺎﺗﻲ .
ﺍﻟﻮﺻﻴﺔ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ : ﺣﻴﻦ ﺗﺮﻓﻌﻮﻧﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻌﺶ .. ﺃﺧﺮﺟﻮﺍ ﻳﺪﺍﻱ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻔﻦ ﻭﺍﺑﻘﻮﻫﻤﺎ ﻣﻌﻠﻘﺘﺎﻥ ﻟﻠﺨﺎﺭﺝ ﻭﻫﻤﺎ ﻣﻔﺘﻮﺣﺘﺎﻥ
ﺣﻴﻦ ﻓﺮﻍ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻣﻦ ﻭﺻﻴﺘﻪ ﻗﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﺋﺪ ﺑﺘﻘﺒﻴﻞ ﻳﺪﻳﻪ ﻭﺿﻤﻬﻤﺎ ﺇﻟﻰ ﺻﺪﺭﻩ .. ﺛﻢ ﻗﺎﻝ : ﺳﺘﻜﻮﻥ ﻭﺻﺎﻳﺎﻙ ﻗﻴﺪ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﻭﺑﺪﻭﻥ ﺃﻱ ﺇﺧﻼﻝ، ﺇﻧﻤﺎ ﻫﻼ ﺃﺧﺒﺮﻧﻲ ﺳﻴﺪﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻐﺰﻯ ﻣﻦ ﻭﺭﺍﺀ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﻨﻴﺎﺕ ﺍﻟﺜﻼﺙ ؟
ﺃﺧﺬ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻧﻔﺴﺎً ﻋﻤﻴﻘﺎً ﻭﺃﺟﺎﺏ : ﺃﺭﻳﺪ ﺃﻥ ﺃﻋﻄﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺩﺭﺳﺎً ﻟﻢ ﺃﻓﻘﻬﻪ ﺇﻻ ﺍﻵﻥ ... ؟ !
ﺃﻣﺎ ﺑﺨﺼﻮﺹ ﺍﻟﻮﺻﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ، ﻓﺄﺭﺩﺕ ﺃﻥ ﻳﻌﺮﻑ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﺇﺫﺍ ﺣﻀﺮ ﻟﻢ ﻳﻨﻔﻊ ﻓﻲ ﺭﺩﻩ ﺣﺘﻰ ﺍﻷﻃﺒﺎﺀ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻧﻬﺮﻉ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﺇﺫﺍ ﺃﺻﺎﺑﻨﺎ ﺃﻱ ﻣﻜﺮﻭﻩ، ﻭﺃﻥ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﻭﺍﻟﻌﻤﺮ ﺛﺮﻭﺓ ﻻ ﻳﻤﻨﺤﻬﻤﺎ ﺃﺣﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺸﺮ
ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﻮﺻﻴﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ، ﺣﺘﻰ ﻳﻌﻠﻢ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﻥ ﻛﻞ ﻭﻗﺖ ﻗﻀﻴﻨﺎﻩ ﻓﻲ ﺟﻤﻊ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﻟﻴﺲ ﺇﻻ ﻫﺒﺎﺀً ﻣﻨﺜﻮﺭﺍً، ﻭﺃﻧﻨﺎ ﻟﻦ ﻧﺄﺧﺬ ﻣﻌﻨﺎ ﺣﺘﻰ ﻓﺘﺎﺕ ﺍﻟﺬﻫﺐ
ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﻮﺻﻴﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ، ﻟﻴﻌﻠﻢ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﻧﻨﺎ ﻗﺪﻣﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻓﺎﺭﻏﻲ ﺍﻷﻳﺪﻱ .. ﻭﺳﻨﺨﺮﺝ ﻣﻨﻬﺎ ﻓﺎﺭﻏﻲ ﺍﻷﻳﺪﻱ ﻛﺬﻟﻚ
ﻓﺎﻟﻠﻬﻢ ﺍﺭﺯﻗﻨﺎ ﺣﺴﻦ ﺍﻟﺨﺎﺗﻤﺔ
بل تؤثرون الحياة الدنيا والاخرة خير وابقى
تأملوها جيدا