الجريمة والعقاب
ليست القصة إقتباسا من قصة الكاتب الروسي : ( دستوفيسكي ) ولكنها قصة من عالم الحقيقة .. قصة حدثت منذ أيام قليلة .. قصة مأساة بشعة منتشرة للأسف في مجتمعنا بغزارة .. قصة تروي ما قد يبلغه القسوة والإستهتار بأرواح البشر .. قصة تتنافي عما عرفناه عن ما يسمون بملائكة الرحمة .. القصة اليوم عن .. (طبيب) .. !!
نحن الأن يا سادة أمام أحد الطرق السريعة .. تأتي إحداي السيارات مسرعة فتصطدم بأخري وتفر مسرعة .. ويسرع الناس لإخراج قائد السيارة المصاب الذي يبدو شابا في مقتبل العمر.. مشهدا عادي يتكرر علي الدوام .. يحاول الناس البحث عن أقرب مشفي لينقلوا إليه المريض بسرعة .. يصل الناس إلي المشفي الذي يتضح أنه مشفي خاص يتطلب مبلغا باهظا لدفع رسوم الدخول فقط .. يأتي الأطباء ليقولوا في سرعة وبمهنية تامة : ينبغي أن تدفعوا أولا تكاليف الدخول ثم نعالجه .. قال أحد الأفراد ولكننا لا نملك مالا الأن يمكنكم أن تأخذوا بطاقات الهوية الخاصة بنا وتسعفوا المصاب ريثما نحضر لكم المال .. تردد أحد الأطباء ثم قال : ينبغي علينا أولا أن نخبر المدير .. أسرع الأطباء إلي المدير ليطلبوا منه الإذن في علاج هذا المريض.. ليرد المدير من خلف مكتبه ليقول في صرامة : هذا ليش مشفي مجاني والقوانين هنا واضحة تماما ,, فليدفعوا تكاليف الدخول أولا ثم نعالجه .. لينزل الأطباء مرة أخري دون أن يحركوا ساكنا .. ليخبروا الناس أنه لا يمكنهم علاجه .. وفي هذه الأثناء كان الشاب قد فارق الحياة .. ثار الناس في غضب ليستنكروا هذه القسوة واللا إنسانية .. فهذا الشاب له أهل سيحزنهم فراقه .. له أم ستبكي عليه الليالي وتذرف عليه الدموع .. له أب سيحزنه فراق سنده في الحياة .. له إخوة سيفتقدون أخ كان لهم نعم المعين ..له ..... له..... !!
إستنكر الناس هذه المأساة التي حدثت أمام عيونهم وتعالت الأصوات .. لينزل المدير من برجه العاجي ليري ما الذي يحدث بالأسفل .. وعندما رأه الناس أخذوا يستنكرون ما فعله ويذكروه بأنه كما تدين تدان .. وقال أحدهم بصراخ غاضب : إنظر إليه لقد كان شابا في أول عمره .. لقد كان روحا عليكم إنقاذها كما أقسمتم .. إنظر إليه ..! ,, ليلتفت المدير تلقائيا إلي الفتي الراقد علي النقالة ليفاجئ أن هذا الراقد هو....... إبنه !! نعم إبنه .. لقد إكتشف أنه ضيع حياة إبنه بكل بساطة حين رفض مساعدة مصاب عابر قذفته الأقدار إلي مشفاه .. !!
لقد أرتكب المدير والأطباء جريمة ليلقوا عليها العقاب الفوري من رب السماء الذي لا يغفل ولا تفوته شاردة أو واردة ..!
قد تكون هذه الحادثة نقطة تحول في حياة هؤلاء الأطباء وفي حياة ذلك المدير .. قد تكون هذه الحادثة سببا في إنقاذ أرواح أخري قد تمر بنفس الظروف .. وقد تكون عقابا من رب العالمين علي التجبر والقسوة الذين سكنوا قلوب هؤلاء الأطباء !!