اشْتَدَّ الْجُوعُ بِشابٍ فَقِير ، وَهُوَ يَسِير ، فمرّ على حَدِيقَةِ تُفَّاح ،
فَاقْتَطَفَ تُفَّاحَةً كَانَتْ مُتَدَلِّيَةً مِنْ سُورِ الْحَدِيقَةِ فَأَكَلَهَا حتى ذهب جوعه
فلما رجع إلى بيته بدأت نفسه تلومه ؛ فذهب يبحث عن صاحب البستان وقال له :
بالأمس بلغ بي الجوع مبلغاً عظيماً وأكلت تفاحة من بستانك من دون علمك وهذا أنا اليوم أستأذنك فيها ؛ فقال له صاحب البستان :
والله لا أسامحك بل أنا خصيمك يوم القيامة عند اللّـَه !!!
فتوسل أن يسامحه إلا أنه ازداد إصراراً وذهب وتركه .. ولحقه حتى دخل بيته وبقي الشاب عند البيت ينتظر خروجه إلى صلاة العصر ..
فلما خرج وجد الشاب لا زال واقفاً ؛ قال له :
يا عم إنني مستعد للعمل فلاحاً عندك من دون أجر .. ولكن سامحني !!!
قال له : أسامحك لكن بشرط !!!
أن تتزوج ابنتي ... ولكنها عمياء ، وصماء ، بكماء ، وأيضاً مقعدة : لا تمشي !!!
فإن وافقت سامحتك ؛ قال لهُ الشّابّ : قبلت
فقال له الرجل :
بعد أيام زواجك ؛ فلما جاء اليَوْمُ الْمَوْعُود : ذَهَبَ إِلَيْهِ متثاقل الخطى ،
كَاسِفَ الْبَال ، حزين الفؤاد !!!
فَعَقَدَ لَهُ الرَّجُلُ عَلَى ابْنَتِهِ ، ثُمَّ أَدْخَلَهُ عَلَيْهَا ، طرق الباب ، فَفَتَحَتْ لَه ،
فإذا بفتاة أجملَ من القمر ، فقامت ومشت إليه ، وسلمت عليه ؛
ففهمت ما يدور في بالهِ فقالت : إنني عمياء من النظر إلى الحرام :
فَمَا نظرتُ إلَى حَرَامٍ قَطّ !!!
وبكماء من قول الحرام : فَمَا تَكَلَّمْتُ بِحَرَامٍ قَطّ !!!
وصماء من الاِستماع إلى الحرام : فَمَا اسْتَمَعْتُ إلَى حَرَامٍ قَطّ !!!
ومقعدة : فَمَا مَشَيْتُ إلَى حَرَامٍ قَطّ !!!
وأبي يبحث لي عن زوج صالح ، فلما أتيته تستأذنه في تفاحةٍ وتبكي من أجلها
قال لِي أبي : إن من يخاف من أكل تفاحة لا تحل له :
حريٌّ بِهِ أَنْ يَخَافَ اللهَ فِي ابْنَتِي ؛ فهنيئاً لي بك زوجاً وهنيئا لأبي بنسبك
وبعد عام أنجبت هذه الفتاة غلاما
أَتَدْرُونَ مَن هَذَا الغلام .. ؟
إِنَّهُ الإِمَامُ الَّذِي مَلأَ الأَرْضَ عِلْمَاً : الإِمَامُ الْفَقِيه : أَبُو حَنِيفَة
مُعِدُّ هذا الكلام الْجَمِيل المَشْكُول ، وأحاديث الرّسُول :
هُوَ الشيخ ياسر الحمداني ...