بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كان يا ما كان.. كان هناك زمان زمان رجل طبيب صالح يعيش في بلدة صغيرة بجوار بغداد. كان حاكمًا لقلعة حصينة كبيرة اسمها قلعة "تكريت"، كان اسمه "نجم الدين بن أيوب"، وكان من قبائل الأكراد "سكان تكريت"
في يوم من الأيام هاجم الأعداء القلعة، فكان لا بد لعائلة نجم الدين أن تغادر القلعة، وأن تهرب في جنح الليل. بينما هم في طريق الهرب صرخ طفل رضيع صغير من شدة الخوف والبرد، كان اسم الطفل الصغير "صلاح الدين". خاف
إلا أن صلاح الدين برغم كل هذا النجاح الذي حققه، فإنه كان دائم الحزن، ويظهر على وجهه علامات الهم، فهو لا يريد القصور، ولا يهتم بالمال أو الغنى، وعندما يجتمع الوزراء والأمراء حوله يجدونه دائم الفكر والحزن، يا ترى فيم يفكر؟ ولماذا هو مهموم حزين؟
تعرفون ما الذي كان يُهِمُّه ويحزنه؟!
البيت! نعم البيت! بيت الله. أليست مساجد الله كلها بيوت الله؟ إنه بيت المقدس.. المسجد الأقصى الذي احتله الصليبيون، فلسطين المحتلة، أرض المسلمين في فلسطين في أسر الصليبيين الذين احتلوها بأسلحتهم وجيوشهم القوية، جاءوا من ممالك أوربا.
أن صلاح الدين برغم كل هذا النجاح الذي حققه، فإنه كان دائم الحزن، ويظهر على وجهه علامات الهم، فهو لا يريد القصور، ولا يهتم بالمال أو الغنى، وعندما يجتمع الوزراء والأمراء حوله يجدونه دائم الفكر والحزن، يا ترى فيم يفكر؟ ولماذا هو مهموم حزين؟
اجتمعوا جميعًا ليحتلوا بلاد المسلمين؛ لما فيها من خيرات.
كان المسلمون متفرقين، كل أمير وكل ملك وكل حاكم مهتم بملكه فقط، لا يهتم بأحوال باقي المسلمين، كل أمير وكل ملك وكل حاكم ينافس ولا يحب أحدًا، بل في كثير من الأحيان يحارب جاره المسلم، كانوا متفرقين؛ ممالك وفاطميين وسلجوقيين وأتراكًا، كلها أسماء للمسلمين هنا وهناك، الكل يحارب بعضه بعضًا؛ فصاروا ضعفاء.. ضعفاء.
نجم الدين من أن يسمع الأعداء صوت الطفل فيعرفوا مكان القافلة الهاربة فيهجموا عليها، ففكر في قتل الطفل الرضيع، إلا أن أحد الموجودين بجوار الحاكم قال له: "يا مولاي، ما يدريك لعله يصبح حينما يكبر ذا صيت، وذا ملك عظيم، لا تقتله؛ فلا ذنب له".
رجع نجم الدين عن فكرة قتل ولده الصغير، واستكمل الرحلة حتى وصلت العائلة إلى بلاد الشام، هناك عاشت العائلة عند رجل صالح كان حاكمًا للبلاد فأكرمهم، وقدم لهم كل سبل الراحة، كبر صلاح يومًا بعد يوم، وقضى في بلاد الشام أحلى أيام عمره، حفظ القرآن الكريم، وتعلم القراءة والكتابة، وتعلم اللغة العربية، وصار عارفًا لآدابها ونحوها، كما تعلم الكثير من أمور دينه، كما تعلم -مثلما يتعلم أولاد الأمراء في هذه الأيام- الفروسية والمبارزة وفنون الحرب.
أحبه كل من حوله؛ بسبب حسن خلقه، وعلمه، وأدبه، ذكائه وشجاعته، وثقته بالله تعالى.
سرعان ما عيّنه الحاكم قائدًا على جيوش مصر، ثم صار حاكمًا على مصر. حكم صلاح مصر بالحكمة والموعظة الحسنة ففتح المدارس، واهتم بالعلوم، وبنى المساجد، وعبَّد الطرق، وعمر المدن، وازدهرت التجارة.