السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
كان في قديم الزمان
بنت جائعة
طلبت من أمها أن تعطيها خبزا لتأكله
و لكن الأم اعتذرت لأنها كانت تمشط شعرها و طلبت من ابنتها الانتظار قليلا حتى تنتهي و تغسل يديها ثم تعطيها طعاما
و لكن البنت كانت عنيدة و لا تريد الانتظار فهددت أمها بأن تفتح باب القفص لكل الطيور التي اصطادها زوج امها
اعتقدت الأم أن ابنتها تمزح بكلامها هذا ،فقالت لها :حاولي إذن
ذهبت البنت و فتحت باب القفص و طارت كل الطيور التي كانت بداخله
صُعقت الأم لتصرف ابنتها، يا إلهي ستتعرض للقتل من طرف زوجها
ماذا تفعل؟؟
جمعت الأم كل حاجياتها و هربت مع ابنتها و هي لا تدري أين ستذهب؟؟
استمرت في المشي و البحث عن مكان يأويها هي و ابنتها وجنينها الذي في بطنها
فأدركها الليل
إلى أن وصلت إلى غابة موحشة
فصعدت فوق شجرة لتقضي ليلتها هناك إلى أن تشرق الشمس و تواصل بحثها
بقيت هذه الأم فوق الشجرة مع ابنتها فجاءت الوحوش إلى وكرها بعدقضاء يوم كامل بحثا عن الطعام دون جدوى
انتبهت الوحوش لوجود آدميين فوق الشجرة و أرادت أن تحصل عليهم كطعام لها
أرسل الأسد ملك الغابة النملة و قال لها : حاولي لسع الأم فتسقط و نأكلها ثم نحاول إسقاط الفتاة
صعدت النملة و بدأت تمشي ببطء إلى أن وصلت فوق الشجرة لكن الفتاة انتبهت لها فسحقتها بيدها فماتت
انتظرت الوحوش سقوط الأم و لكن دون جدوى فما كان لها سوى أن ترسل نملة أخرى و لكن الفتاة انتبهت أيضا فسحقتها كما فعلت بالأولى
فهمت الوحوش أن الفتاة هي التي تقضي على النمل فقال الأسد :حسنا،إن النملة مخلوق ضعيف و يُقضى عليه بسهولة إذن سنرسل الحية
أرسل الأسد الحية و أوصاها بأن تغير طريقها بحيث لا تنتبه لها الفتاة
صعدت الحية بهدوء إلى أن وصلت إلى الأم و هي نائمة و لا تشعر بشيء فلدغتها لدغة مميتة
لم تشعر الفتاة إلا و والدتها تسقط على الأرض
سقطت الأم و جنينها على الأرض و كانت وجبة طعام للوحوش
بدأت الوحوش تقسم وجبتها فيما بينها و لكن الأرنبة كانت حكيمة و فطنة
فقالت: أنا لا أريد أن آكل اليوم لأني متعبة و لكني أريد أن تكون البطن هي حصتي
حصلت الأرنبة على البطن و انتظرت دخول الوحوش إلى أوكارها ففتحتها و أنقذت الجنين من الموت فنادت على االفتاة و قالت لها :انزلي أيتها الفتاة المسكينة و خذي أخاك إنه بخير و لكن يجب أن تهربي به بعيدا حتى لا تنتبه الوحوش فتتبعك
نزلت الفتاة و لفت أخوها في خمار لها و انطلقت تبحث عن مكان يحميها من خطر الوحوش
واصلت الفتاة سيرها إلى أن أشرقت الشمس
وصلت إلى حي سكني و دخلت بين البيوت فوجدت امرأة تكنس أمام بيتها
طلبت الفتاة من هذه المرأة أن تقوم هي بالكنس على أن ترضع المرأة أخاها الصغير
فوافقت المرأة و أرضعت الصغير و قامت الفتاة بالكنس و عندما انتهت أخذت أخاها و انطلقت تبحث عمن يساعدها أيضا
فوجدت امرأة تخبز خبزا فطلبت منها أن تقوم هي بالخَبز على أن ترضع المرأة أخاها
ففعلت المرأة و خبزت الفتاة الخبز ثم انطلقت تحمل أخاها و تبحث أيضا عن مساعدة
هكذا قضت الفتاة حياتها و مرت الأيام و كبر أخاها
في بيت صغير متواضع تعيش الفتاة مع أخيها
الفتاة تفكر في تزويجه
خطبت له فتاة و تزوج و أصبحت العائلة تتكون من ثلاثة أفراد
و لكن هذه الزوجة ليست طيبة و هي لا تريد أن يعيش معها طرف ثالث
فقررت التخلص من الفتاة
ذات يوم أحضرت هذه المرأة بيضة ثعبان و أخفتها
و طلبت من الفتاة أن تأكلا سويا في طبق واحد
و لأن الفتاة طيبة ظنت أن زوجة أخاها تريد أن تأكل معها حبا لها
و لما جلستا لتأكلا معا تظاهرت زوجة الأخ أنها نسيت إحضار الماء
فطلبت من الفتاة إحضاره
فلما ذهبت الفتاة لإحضار الماء دست زوجة أخيها بيضة الثعبان في الأكل من الناحية التي تأكل منها الفتاة
فلما عادت الفتاة تراهنت معها زوجة أخيها أيهما تأكل أول لقمة و تبتلعها دون مضغها
فقالت لها الفتاة : هذا أمر سهل ، انظري
ففعلت دون أن تشعر أنها ابتلعت بيضة ثعبان
و مرت الأيام و بدأ بطن الفتاة في النمو ، لأن بيضة الثعبان فقست داخل معدتها و خرج منها ثعبان صغير و بدأ ينمو في أحشاءها و كأنها حامل
لاحظت زوجة أخيها الأمر و هذا فعلا ما كانت تريده
و ذهبت مسرعة تخبر زوجها بما لاحظته في أخته و اتهمتها أنها غير طاهرة و أنها قد دنست شرفها
فما كان للأخ إلا أن طرد أخته من البيت متهما إياها بالفاحشة
بقيت تمشي و تبكي إلى أن وصلت إلى غابة موحشة و بقيت جالسة على صخرة و لا تدري ما مصيرها
و لحسن حظها مر من هناك رجل صالح فرآها
اقترب منها و سألها : من أنت؟؟ و ماذا تفعلين هنا؟؟
فقصت عليه قصتها فأشفق عليها و طلب منها الذهاب معه إلى بيته و لكنها رفضت
لم ترد الذهاب معه لأنها لا تعرفه و لا توجد أي صلة بينها و بينه
و لكنه عاهدها أن يحفظها
فذهبت معه
أراد هذا الرجل الصالح أن يخلصها من هذا الثعبان الذي في بطنها و لكنه لا يدري كيف يفعل للتخلص منه
فسأل شيخا كبيرا له خبرة في الحياة فدله على الطريقة
قال له : أحضر لحما و ضع عليه الكثير من الملح و قم بشواءه و أعطه للفتاة لتأكله و يجب عليها أن تصبر على ملوحته و لا تشرب الماء أبدا لأن الثعبان سوف يأكل منه أيضا ، ثم اجعل رجليها مربوطتان إلى السقف و اجعل رأسها إلى الأسفل
و هيأ صحنا به ماءا و اجعله على الأرض أسفل رأسها
و حاول تحريك الماء ليصدر صوتا فيسمعه الثعبان فيحاول الخروج من فمها ليشرب فإذا خرج اضربه على رأسه بفأس و هكذا تتخلصان منه
فعل الرجل الصالح كل ما قاله الشيخ و قتل الثعبان و كان يريد أن يرميه و لكن الفتاة بعدما أفاقت من الإغماء الذي أصابها من هذه التجربة الصعبة طلبت منه أن يتركه لها لأنها تريد الاحتفاظ به لغاية في نفسها فاحتفظت به بعدما وضعت عليه الكثير من الملح لكيلا يتعفن
طلب هذا الرجل الصالح من الفتاة أن تتزوج منه فوافقت
ليعيشا بشرف و عفة
تزوجا و أنجبا أولادا و أصبحت الفتاة أما و عاشوا حياة سعيدة
و ذات يوم طلبت من زوجها أن تزور أخاها
فاستغرب زوجها من طلبها و قال لها : هل تزورينه بعد الذي فعله معك؟؟
فقالت له : إنه أخي و أنا ربيته و لا يمكنني نسيانه
فوافق الرجل على طلبها
اتفقت المرأة مع أولادها على خطة لكي تبريء نفسها أمام أخيها
و هي أن يطلبوا منها أن تقص عليهم قصة عندما يذهبون إلى بيت خالهم
و بدأت تستعد للذهاب هي و أولادها و لم تنس الثعبان الذي احتفظت به لسنوات
انطلقوا إلى بيت أخيها و لما وصلوا رحبوا بهم أهل البيت و أكرموهم و كأن شيئا لم يكن
في الليل و قبل أن ينام الأولاد طلبوا من والدتهم كما كان الاتفاق أن تروي لهم حكاية قبل النوم
و تظاهرت الأم بعدم معرفتها للحكايات حتى لا تنكشف خطتها و قالت لهم : أنا لا أعرف أي حكاية ، اطلبوا من خالكم ربما تكون لديه حكاية يرويها لكم
و لكن الأخ اعتذر و قال : و من أين لي أن أعرف حكايات لأرويها
و في هذه اللحظات قررت الأم أن تنفذ خطتها
فقالت لهم الآن تذكرت حكاية جميلة سأرويها لكم
فبدأت تروي قصة : كان في قديم الزمان بنت كانت جائعة طلبت من أمها طعاما و لم تلبي أمها طلبها في الحين فأطلقت البنت سراح كل الطيور التي اصطادها والدها ......إنها قصة حياتها
إلى أن وصلت : و تخلصت المرأة من الثعبان الذي كان بداخلها و كأنه جنين و الذي كان سببا في طردها من البيت من طرف أخيها متهما إياها بالفاحشة، و لكن هذه المرأة احتفظت بالثعبان و ها هو الثعبان معي ......فأخرجته من متاعها لتظهر به براءتها
فهمت زوجة أخيها ماذا تعني و أحست بالخجل و لم تدر ماذا تفعل ، أما أخاها فقد ندم ندما شديدا لأنه لم يتحقق من الأمر
و في هذه اللحظات حدث أمر عجيب
فقد انشقت الأرض و ابتلعت زوجة أخيها و كانت ستبتلع أخاها و لكنها مسكته من شعره و أنقذته من الهلاك
و هكذا كانت نهاية زوجة الأخ الماكرة