كنت أقرأ احدى روايات رومنسية المفضلة لدي اسمه "الخطأ في نجومنا" (ذا فولت إن أور ستارز) بينما أستمع إلى أغنية هادئة جميلة بصوت شاب يغني لفتاته، شعرت بأحد أتى من ورائي لكنني تجاهلته لأنني لم أثق بشعوري، اتضح أن هذا الشخص هو... بالأحرى هي أمي التي سحبت سماعاتي من أذني بقوة آلمني فقلت غاضبة بعدما تأوهت:" أمي، هذا مؤلم حقا! لمَ فعلت ذلك؟"
أجابتني أمي بصيغة سؤال:" ماذا كنت تفعلين من قبل؟"
لم أجبها لأنني استغربت منها فسألت بهدوء ما قبل العاصفة:" ماذا كنت تشغلين نفسك عن الدراسة؟"
أوه يا إلهي، يبدو أن شهادتي قد وصلت اليوم و علاماتي لم ترضي والدتي.
فكرت بكذبة جيدة و نجحت ذلك لكن قد تكون غبية، على كل قلتها مبتسمة بغباء:" كنت أساعد حبيبتي لويس و عزيزي ساشا في نجاح في دراستهما."
نظرت إلي بغضب ممزوج بسخرية بينما وضعت يدها اليمنى على يسرى بقوة قائلة:" يا سلام! وماذا كانت أنجلين تفعل عندهم؟ ترقص لهم أم يقفزوا كالقرود؟" أكملت بعدما رحلت السخرية تاركة الغضب يتحكم بها:" هيا أجيبيني ماذا كنت تفعلي طيلة السنة!"
كنت أعرف أن كذبتي لن تنطلي عليها، و كان يجب علي أن أتذكر أن أختي كبرى أنجلين تدرس التوأم لويس و ساشا حتى أقول كذبة تقتنع به. يا إلهي أنقذني بعدما أقول لها حقيقة!
أجبتها بتوتر هامسة متمنية ألا تسمعني:" كنت أستخدم موقع اسمه My Soul Mate (توأمي الروح) من أجل شاب تعرفت إليه."
للأسف أمي سمعتني فوبختني:" ديور روزيت دي نايل! أأنت مجنونة أم ماذا؟ كنت تضيعين وقتك طيلة الشهور و الأسابيع و السنوات فقط من أجل هذا الموقع اللعين؟ أين فقدت عقلك؟ أخبريني حتى أبحث عنه! يا إلهي كل هذا بسبب روايات السخيفة و الأغاني! أتعلمين؟ من الآن إلى أن تنتهي الإجازة أنت محرومة من حاسب المحمول و جوال و أغاني و حتى روايات سواء رومنسية! مفهوم؟"
اعترضت مما قالت بسرعة أترجاها فور أن انتهت من كلامها:" لا، إلا هذا! أرجوك أمي، يمكنك ضربي أو جعلي أنام في الخارج لكن لا تحرميني مما أحبه، أرجوك!"
بقيت أترجاها إلا أنها أبت فقلت بحزن:" لكن القراءة تفيد العقل!"
اقترحت والدتي ببرودة و عدم الاهتمام:" إذا اقرئي كتب العلمية و ثقافية!" بعد ذلك خرجت ثم عادت حاملة كرتون لتضع فيه ما حرمتني منه بينما توبخني و شعرت بندم لأنها دللتني بزيادة... الخ.
استقليت على سريري أخضر اللون متأففة بملل و ندم على ما فعلته، لكن ماذا أفعل؟ لقد كان هذا الشاب الذي تعرفت عليه في موقع ماي سول مايتز مرحا و لطيفا و رومنسيا، هذا موقع تجد\تجدين شاب يشارك أو شابة تشارك حياتك و قد حصل هذا مع زملائي -حتى معلمين- و منهم حبيبي السابق أيس و عدوتي اللدودة نانسي و أكبر فاشلين في المدرسة بايارد، و هكذا تعرفت على شاب مرح بالرغم بأنني لم أقابله وجها لوجه.
يا الهي! ماذا أفعل الآن؟
في يوم التالي، كنت أقف في برج إيفل أراقب المكان بملل بجانبي أنجلين قطعت الصمت:" إذا أمك عاقبتك من... حتى من الحفلات؟"
أومأت بنعم بينما شعري الأشقر طويل و شعرها الأسود قصير يتطاير بفعل الهواء.
أكملت أنجلين متسائلة:" إذا، ماذا ستفعلين بقية إجازة؟"
أجبت بعدما فكرت بهدوء:" سأقابله."
أنجلين متعجبة:" من هو؟"
أجبتها بهدوء مرة أخرى:" سوبر ديليكوينت."
استغربت أنجلين:" كيف و حاسوبك و أيضا جوالك عند أمي؟"
قلت و ملامحي تزينت بخبث:" لدي خطة لكن أحتاج مساعدتك."
قالت أختي كعادتها بلا اهتمام:" حسنا، لكنك ستكونين مدينة لي!"
رديت عليها متحمسة:" لك هذا!"
في ليلة، كانت أمي في غرفتها مشغولة بشيء ما لكن تركته و خرجت عندما نادتها أنجلين لمساعدتها، دخلت بعد أن نزلت إلى أسفل.
بحثت عن أي واحد منهما في كل مكان لكنني فشلت فقررت الخروج من هنا لو لم أجد جوالي فوق سرير والدي، ترى ماذا كانت أمي تفعل به؟ لا يهم، علي إسراع قبل أن تأتي أمي و تقتلني.
أمكست بصديقي الجوال و دخلت الموقع و وجدت فيه رسائل كثيرة من عزيزي سوبغ ديليكوينت، لابد أنه قلق علي. أردت أن أقرأ رسائله لولا سمعت خطوات أمي آتية إلى هنا فخفت و استعدت لموت لكن بطلتي أنجلين نادتها مرة أخرى طالبة مساعدتها فذهبت إليها متذمرة.
حمدالله، انتقلت عيناي الزرقاوان إلى هاتفي المحمول كتبت له رسالة بسرعة:
مرحبا حبيبي، كيف حالك؟
لا أشتطيع (أستطيع) التكلن (التكلم) مغك (معك) الآن لضا (لذا) ما رأيط (رأيك) أن نتقابل في ستار باكس الساعة 4:30؟
إلى اللقاء.
أقفلت الجوال و خرجت من غرفة والدي إلى غرفتي بسرعة.
في يوم التالي، كنت أجلس في مكان مطلوب متحمسة لكن في نفس وقت متوترة؛ ماذا لو لن يأتي اليوم؟ ماذا لو أتى و لم يعجبه شكلي؟ اهدئي يا ديور، اهدئي!
أخذت نفسا عميقا ثم أطلقته لأهدئ نفسي أكثر لكن صوت شاب قاطعني:" ما بك متوترة هكذا؟"
استدرت إليه و وجدته ابن عمي الأحمق رودلف.
رديت عليه ببرود:" أليس عليك أن تلقي التحية قبل أن تتكلم؟"
جلس رودلف على الكرسي أمامي بسخرية:" من تكونين حتى تخبرينني، أمي؟"
رديت عليه ببرود و سخرية:" يا ليت."
ضحك على كلامي يمدحني بكلمات غبية مثل وجهه.
سألته مستغربة:" على كلٍ، ماذا تفعل هنا؟"
أجابني بمرح:" أقابل حبي."
سخرت منه:" ترى من هذه المسكينة ذات حظ سيء؟"
رد علي غير مهتم بما قلته:" أتمنى أن تكون دوروثي، لقد تعرف عليها في ماي سول مايت اسمها غولدن روز."
فور أن أنهى جملته، نظرت إليه بصدمة.
لحظة! ماذا قال؟ لا لا! لا يمكن أن يحدث هذا! أرجوكم أخبروني أنني في كابوس مريع و لو كان كذبا! أرجوكم!
انتبه ابن عمي لنظراتي فاستغرب متسائلا:" ما بك هكذا؟"
أجبته بصيغة السؤال:" هـ... هل أنت سوبر ديليكوينت؟"
رودلف مستغربا:" نعم لمَ..." استوعب أنني هي حبه فانفعل:" لا، مستحيل أن يحدث هذا! مستحيل!"
لم أرد عليه بل بكيت لأنني رسبت في المدرسة و عوقبت من أجل هذا الغبي الذي أكرهه، و الأسوأ أنه ابن عمي. ليتني كنت أعرف أنه أنت يا قريبي! ليتني كنت أعرف أنه أنت!
النهاية