شعر لابن مشرف
على العلم نبكي إذ قد اندرس العلم ولم يبق فينا منه روح ولا جسم
ولكن بقي رسم من العلم دارس وعما قليل سوف ينطمس الرسم
فآن لعين أن تسيل دموعها وآن لقلب أن يصدعه الهم
فإن يفقد العلم شرا وفتنة وتضيع دين أمره واجب حتم
وما سائر الأعمال إلا ضلالة إذا لم يكن للعالمين بها علم
وما الناس دون العلم إلا بظلمة من الجهل لا مصباح فيها ولا نجم
فهل يهتدي إلا بنجم سمائه إذا ما بدا من أفقه ذلك النجم
فهذا أوان القبض للعلم فلينح عليه الذي في الحب كان له سهم
فليس بمبقى العلم كثرة كتبه فماذا تفيد الكتب إن فقد الفهم
وما قبضة إلا بموت وعاته فقبضهم قبض له وبهم ينمو
فجد وأد الجهد فيه فإنه لصاحبه فخر وذخر به الغنم
فعار على المرء الذي تم عقله وقد املت فيه المروءة والحزم
إذا قيل ماذا أوجب الله يا فتى أجاب بلا أدري وإني لي العلم
وأقبح من ذا لو أجاب سؤاله بجهل فإن الجهل مورده وخم
أيرضى بأن الجهل من بعض وصفه ولو قيل ياذا الجهل فارقه الحلم
فكيف إذا ما البحث من بين أهله جرى وهو بين القوم ليس له سهم
تدور بهم عيناه ليس بناطق فغير حرى أن يرى فاضلا قدم
ما العلم إلا كالحياة إذا سرت بجسم حي والميت من فاته العلم
وكم في كتاب الله من مدحة له يكاد بها ذو العلم فوق السهى يسمو
وكم خبر في فضله صح مسندا عن المصطفى فاسأل به من له علم
كفى شرفا للعم دعوى الورى له جميعا وينفى الجهل من قبحه الفدم
فلست بمحص فضله أن ذكرته فقد كل عن احصائه النثر والنظم
فيا رافع الدنيا على العلم غفلة حكمت فلم تنصف ولم يصب الحكم